
Sign up to save your library
With an OverDrive account, you can save your favorite libraries for at-a-glance information about availability. Find out more about OverDrive accounts.
Find this title in Libby, the library reading app by OverDrive.

Search for a digital library with this title
Title found at these libraries:
Loading... |
شهدت المدة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية (1939-1945) تطورات سياسية مهمة ألقت بظلالها على العلاقات العربية – العربية، لاسيما العلاقات السورية - السعودية موضوع الدراسة، ومن بين تلك التطورات قيام جامعة الدول العربية عام 1945، وسعي كل من العراق والأردن إلى عرض مشروعي (الهلال الخصيب وسوريا الكبرى) لضم سوريا إلى العرش الهاشمي، الأمر الذي جعل سوريا مركزا للتنافس بين السعودية من جهة والعراق والأردن من جهة أخرى، وأدى بالتالي إلى سعي المملكة العربية السعودية الحثيث إلى تطوير علاقاتها السياسية والاقتصادية مع سوريا بهدف منعها من الانضمام إلى المحور الهاشمي، وفي المقابل كان هناك اتجاه داخل سوريا يدعو الى عدم التفريط بالنظام الجمهوري، وأن مسألة الحفاظ عليه لابد أن يعتمد على الدعم السعودي، الأمر الذي دعمته المملكة العربية السعودية بقوة، لاسيما خلال المدة التي بذلت فيها سوريا جهوداً كبيرة من أجل أن تحصل على استقلالها الكامل عن الانتداب الفرنسي المباشر، وعلى ضوء ذلك فقد جاء هذا الكتاب "العلاقات السورية - السعودية خلال المدة 1946 – 1958"، إذ يمثل العام 1946 حصول سوريا على استقلالها عن الانتداب الفرنسي والدور الذي أدّته المملكة العربية السعودية في المحافل العربية والدولية من أجل ذلك، في حين يمثل العام 1958 قيام الوحدة السورية – المصرية، الذي شكل نهاية حقبة وبداية حقبة أخرى من العلاقات السورية - السعودية بعد محاولات الملك سعود بن عبد العزيز ضرب الوحدة السورية – المصرية، وقد عدّ السوريون أن الوحدة جاءت بعد الانحياز السعودي الى الولايات المتحدة الأمريكية و(مبدأ إيزنهاور) وخروج السعودية من المحور العربي الثلاثي (السعودي – السوري - المصري)، الذي تشكل عام 1955 لمواجهة الأحلاف الغربية في الشرق الأوسط، في حين عدّها الملك سعود انشقاقا سوريا – مصريا عن المحور المذكور، كما أتهم الملك سعود القادة السوريين بأنهم سلموا مقاليد الحكم في سوريا بالكامل الى المصريين.